إبراهيم نواب في رحلةٍ تتخطى حدود الزمان والمكان، يخرج جواد ورفاقه، صهيب وجابر، من قرية الديم الطينية، حيث أجبرهم الجفاف القاسي على ترك أرضٍ ماتت فيها الجداول وذبلت أحلامها. ينطلقون بحثًا عن القرية الموعودة، تلك الجنة الضائعة التي حكت عنها قصص الأجداد، حاملين في قلوبهم أملًا هشًا وذاكرةً ثقيلة. في طريقهم، يلتقون بـ"القافلة ذات الرايات الحمراء"، مسيرةٍ غامضة تجمع أرواحًا عاشت عبر أرجاء التاريخ، تحمل كل واحدةٍ منها جرحًا ونورًا، حلمًا وخذلانًا. بوذا، الحلاج، ابن حزم، سقراط، الفارابي، زيد بن علي، وزنوبيا، يتجمعون في رحلةٍ رمزية، تجوب دروب الأندلس المزهرة، وشوارع الكوفة المغبرة، وغابات الصين الضبابية، وسهول الهند المعطشة. يربطهم خيطٌ خفي من الثورة ضد الظلم، والذاكرة التي ترفض النسيان، والصمت الذي يصرخ في وجه الخذلان، والموت الذي يبقى بلا دفن، كأنه وعدٌ بالحياة. "القافلة ذات الرايات الحمراء" ليست رواية تاريخية تقليدية، بل ملحمةٌ شعريةٌ صوفية، تنسج من خيوط التاريخ والفلسفة والحلم. الكرة الزجاجية التي يحملونها ليست مجرد أداة، بل مرآةٌ تعكس أرواحهم وآمال شعوبهم. بوابة النور والحرير ليست ممرًا، بل رمزٌ للعبور من اليأس إلى الأمل، من الاستعمار إلى الحرية. والقرية الموعودة، تلك الجنة التي حكى عنها الأجداد، ليست مكانًا، بل حالةٌ من الروح، حيث يلتقي الماضي بالمستقبل، والحب بالثورة. في هذه الرواية، يتجول القارئ عبر الأزمنة والثقافات، من سكون معابد الهند إلى ضجيج أسواق الأندلس، ومن همسات الكوفة الصوفية إلى حكمة أثينا القديمة، وصولاً إلى صحراء تدمر حيث تقاوم زنوبيا. كل شخصيةٍ تحمل صوتًا فريدًا: بوذا يهمس بالتجرد، الحلاج يصرخ بالحق، ابن حزم يغني بالحب، سقراط يسأل عن الحكمة، الفارابي يبحث عن المدينة الفاضلة، زيد بن علي يقاوم الظلم بثورته الشامخة، وزنوبيا تحمل راية الكرامة في وجه الغزاة. معًا، يواجهون شبح الاستعمار – سواء كان جيوشًا غازية أو أغلالاً فكرية – ويبحثون عن القرية الموعودة، حيث تنتهي رحلة الأرواح وتبدأ الحياة. هذه الرواية دعوةٌ للتأمل في الذاكرة الجماعية، وصراع الإنسان ضد الخذلان، وأمله في ثورةٍ لا تموت. إنها للقراء الباحثين عن أدبٍ يمزج الشعر بالفلسفة، والتاريخ بالصوفية، ليرسموا من خلاله طريقهم نحو النور.
0.00 - 0 Ratings - 0 Reviews