mnhalsid

Share to Social Media

|حورية بين أنياب الوحش|

 
خرجت من غرفتها وجدت والدها يضع اطباق الطعام علي الطاولة، نظرت اليه ببسمة وقالت مازحة: صباح الخير يا حج اي النشاط دا كله.

ابتسم الرجل الخمسيني لابنته وقال: صباح الفل يا بكاشة تعالي افطري.

جلست علي الكرسي وقالت بتسال: رايح الفيلا النهارده.

هتف بتاكيد: ايوا احتمال ابات هناك.

رفعت حاجبيها باندهاش وقالت: اشمعنا

هتف بتوضيح: عاملين حفلة النهارده وطالبني.

تغييرت ملامح وجهها للضيق وقالت: الناس دي مبتبطلش حفلات دي رابع حفلة تتعمل الشهر دا.

هتف بالامبالاة: ملناش دعوة احنا بنشتغل لاكل عيشنا.

هتفت بهدوء: انا خلصت اكل هنزل بقا عشان اتاخرت علي الحضانة.

هتف ابيها بحنان: خلي بالك من نفسك يا حور.

هتف بحب:من عيوني مع السلامة.

انزلت النقاب عن وجهها وحملت حقيبتها وانطلقت نحو الحضانة التي تعمل بها.

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕


داخل قصر فاخر مصمم علي التراز الاوربي، اجتمعت العائلة حول الطاولة الكبيرة التي تكفي عشرات الناس، الجميع منشغل بتناول الطعام والصمت يعم المكان الا من سوا اصوات احتكاك الملاعق بالاطباق.

هبط درجات السلم صوت خطواته قطع  شبح الصمت الملتف حولهم، انضم اليهم وجلس علي الكرسي وقال بصوت رخيم: صباح الخير.

التفت الجميع اليه وردوا تحية الصباح، بدا بتناول طعامه وسط نظرات الجميع اليه وهو غير منتبه اليهم.

نظرت الي ابنها وقالت: مالك هتحضر حفلة عيد ميلادي النهارده.

ترك الملعقة ووجه نظرة نحوها وقال باقتطاب: هشوف جدول موعيدي.

اعتراها الضيق وقالت بعتاب: مش عندك وقت تحضر عيد ميلاد امك.

زفر بضيق لكنه حاول كبح الامر وقال: حاضر يا ماما.

ترك المعلقة وقال: عن اذنكم.

هتف مروان بسرعة: استني يا مالك عاوزك.

التفت مالك اليه وقال بتسال: عاوز اي.

هتف مروان بهدوء: وصلني في طريقك وهقلك.

غادر الاخوين، نظرت هدي لزوجها
وقالت بحزن: شوف مالك بيعاملني ازاي.

حاول حسن مواستها وقال: معلش بكرا تتغير معاملته.

هتف بامل: ياريت ويسامحني.

هتف حسن ببسمة: انا رايح الشغل هتعوزي مني حاجه.

ارتسمت البسمة علي وجهها وقالت بحب: عاوز سلامتك يا حبيبي.

غادر الفيلا نحو شركتة الخاص.



داخل السيارة التي يقودها السائق،
هتف مروان بهدوء: مالك انا قررت اسافر.

اندهش مالك من الخبر وقال بتسال:هتسافر ليه.

تغيرت ملامح مروان للحزن وقال: مبقتش حابب اقعد هنا اقعد عشان مين مبقاش ليا حد.

شعر مالك بالاسي وقال بعتاب: هتمشي وتسبني لوحدي.

نظر مروان لاخيه وقال بعدم راحه: مبقاش المكان مناسب لينا وجود حسن في البيت مضايقني.

هتف مالك بالم: مضايقني كمان بس لازم نستحمل عشان نرجع حق ابونا الي خده جوز امنا مش كفاية خدها مننا والي عمله فينا.

القي جملته الاخيرة بكره شديد، التقط مروان نظرات الكره من ملامح اخيه وقال: معاك حق بس علي الاقل انا عاوز اسيب الفيلا واقعد لوحدي.

هتف مالك باقتراح: شوف شقة اقعد فيها لكن انا هفضل في الفيلا.

هتف مروان ببعض الراحة: براحتك.


يتابع عمله داخل مكتبة الخاص، طرقات خفيفة تبعها دخول السكرتير الذي القي بعض الملاحظات ثم انصرف.

دلف للداخل بدون طرق الباب، جلس علي الكرسي بدون ان يلتفت الي دخوله.

قال وهو منشغل بالجهاز اللوحي : مش عيب تتسحب زي الحرامية  اتعلم تخبط قبل ما تدخل.

اغلق الجهاز ونظر لصديقة الذي ابتسم ابتسامة صفراء وقال: اعتبر نفسي مسمعتش حاجه،
عامل اي يا صاحب.

حاول مالك تناسي الامر وقال: كويس.

هتف زياد بتهكم: بتقلها من غير نفس كدا ليه، انت مش فرحان اني جتلك ولا اي.

ابتسم مالك وقال: اكيد فرحان انا بشوفك غير كل فين وفين طمني عليك وعلي بنتك.

بادل صديقة الابتسامة وقال: كلنا كويسين، للاسف بنتي زعلانه منك بتقولي عمو مالك مبقاش يجي عندنا ليه.

هتف مالك باعتذار: انت عارف اني مضغوط في الشغل الفترة دي ومعنديش وقت اعمل حاجه.

هتف زياد بتقدير: مقدر يا صحبي ربنا يعينك، بقلك اي مامتك عزمتني علي حفلة عيد ميلادها وانا اعتذرت مش هعرف اجي.

هتف مالك بتفهم: مفيش مشكلة انا عارف انك ملكش في الحفلات ولا انا بس مضطر حكم القوي.

هتف زياد بتسال: لسه علاقتك بوالدتك زي ما هي.

وضع كفية علي وجهه يحاول تفادي الامر
وقال: ايوا.

استقام زياد ووقف بجانب صديقة وضع يديه علي كتفية وقال ببسمة مطمئنة: ان شاء الله كل حاجه تتصلح وترجعوا زي الاول.

هتف مالك بقله امل: الواضح ان مفيش حاجه هتتصلح، معنديش ثقة في اي حد.

ربت علي كتف صديقة وقال: انا جمبك ديما يا مالك وعمري ما اسيبك.

رفع بصره نحو صديقة وقال: مش عارف اشكرك ازاي، بجد احسن صديق في حياتي.

ابتسم زياد مازحا وقال: عد الجمايل بقا، اعمل حسابك هعزمك عندي علي الغدا عشان خديجة بنتي تشوفك وبالمرة نحتفل مع بعض بالمولود الي هينضم للعائلة.

ابتسم مالك بعدم تصديق
وقال: مراتك حامل مبارك يا صاحبي.

ابتسم زياد وقال بسعادة: الحمد لله ربنا كرمنا وهيجلنا مولود جديد عبال يا صاحبي لما نفرح بيك.

ابتسم مالك بامل وقال: ان شاء الله قريب.

ضحك زياد وقال: خلاص نستعد بقا للفرح..

انفلتت الضحكات من مالك وزياد
اصدقاء الطفولة الا الان.

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

جلست تلتهم السندوتشات التي بحوزتها بعد انتهائها من حصتها مع الاطفال، جلست بجانبها احدى زميلاتها التي التقطت ساندوتش بدون استئذان والتهمتة بتلذذ، حاولت حور تغاضي الامر والتزمت الصمت.

هتفت علياء بتلذذ: سندوتشاتك حلوة قوي.

هتف حور بغيظ حاولت إخفاءة: بالهنا والشفا يا حبيبتي.

هتفت علياء بتسال: مش ناوية تحضري فرح نرمين خلاص فاضل يومين.

هتفت حور بهدوء: اعتذرت منها عشان مبحضرش افراح مختلطة.

هتفت علياء بتهكم: اي المشكلة يعني، هتفضلي كاتمة نفسك بالاسود ومقفلة دماغك لحد امتى.

ابتلعت حور غيظها وحاولت تنظيم غضبها كي لا تثور عليها وقالت ببرود: انا عاجبني كدا عن اذنك.

جلست في الجنينة بمفردها تحاول التنفيس عن غضبها، جلست هدي بجانبها وقالت
بمواساه: متزعليش نفسك مكنتش تقصد.

هتفت حور بالامبالاة: مش فارقة تقصد ولا متقصدش.

دلفت للمطبخ دموعها تسبقها تبحث عن ابيها ، ترتمي بين ذراعية، يغرقها بالامان والحب بعد ان افتقدته بسبب شجارها مع زميلاتها.

نادت بصوت باكي وقالت: بابا.

ترك ما يفعله والتفت لابنته التي يظهر البكاء من صوتها، علي الفور استشعر ما بها وفتح ذراعية لترتمي داخلهم بدون تردد

علا صوت بكاؤها والجميع في الطبخ ينظر اليها،
ربت علي كتفيها وقالت بحنان ابوي: مالك يا حور العين.

ازدادت شهقاتها وتقطع صوتها بمجرد بدؤاها للحديث وقالت: انا زعلانه قوي يا بابا.

ربت علي كتفيها وقال بحنان وعطف: مين زعلك يا حبيبتي.

لم تنطق بكلمة اشار للخدم بالخروج تحركوا بسرعة واغلفوا الباب خلفهم.

هتف ابيها بعقلانية: تعالي نقعد واتكلمي.

جلست علي الكرسي ووالدها يعد الشاي لهما مثلما تعودت علي ذلك، رفعت نقابها، ليظهر وجهها المحمر من اثر البكاء وعيناها المليئة بالدموع والمنتفخة اثر البكاء.

حاولت منع شهقاتها وتتوقف عن نحيبها، وضع ابيها اكواب الشاي علي الطاولة وقال بحنان: اشكيلي مالك.

احتضنت كوب الشاي بين كفيها، اشعرها ببعض الدفء في جو الشتاء القارص، ارتشفت القليل ليغمرها بعض الحنين لذكريات جمعتها بابيها.

زفرت بعمق وقالت: اتخانفت مع زميلتي في الحضانة تخيل يا بابا بتتريق عليا وعلي لبسي بتقول عليا رجعية متخلفه، انا متخلفة يا بابا.

القت جملتها الاخيرة بتسال حائر نظر ابيها اليها ونظراته توحي بالشفقة علي ابنته، حاول استجماع
ثباته

وقال بصراحة: لا لكن هتبقي متخلفة فعلا لو صدقتي الكلام الي بيتقال عليكي، اسمعي يا حبيبتي شكلك، لبسك، طريقتك في الحياة اختيارك من الاساس وانتي اخترتي حياتك بالطريقة دي عشان ترضي ربنا صح.

هزت رأسها موافقة.

ابتسم ابيها وقال: يبقي راي الناس فيكي مش مهم، الاهم رضا ربنا وهفكرك بحاجة من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه، ومن التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضاه، انتي عاوزه تختاري رضا ربنا ولا رضي الناس.

شعرت ببعض الراحة والثبات من كلام والدها
وقالت: عاوزة رضا ربنا.

وضع ابيها كفية علي كتفيها وقال: يبقي نمسح دموعنا ونركز في طريقنا عشان نوصل للغاية الي بنسعلها.

ابتسمت بحب لابيها وقالت: شكرا على وجودك في حياتي.

استقامت وارتمت بين ذراعي والدها الذي ربت علي راسها بحنان وقال: انتي اعظم هدية ربنا ادهالي وواجبي اشكر ربنا عليها بقية عمري.

قطعت لحظتهم هطول الامطار في الخارج، نظرت للماء وقالت بلهفة: الجو بيمطر انا طالعة اشوف المطر.

تحركت بسعادة طفلة في الخامسة من عمرها فرحة بالمطر، غطت وجهها وفردت ذراعيها، الماء يتساقط عليها يغمرها بشعور رائع بين السكينة والراحة، رفعت وجهها للسماء ولسان حالها يردد بالدعاء، بللت المياء ملابسها ولكنها غير مبالية، درات بشكل دائري تلعب بالماء وابيها يتاملها من الداخل والابتسامة تزين وجهها.

علي بعد مسافة هناك من يتاملها بحب وابتسامة سعيدة تزين وجهه بمجرد رؤيتها، توقفت السماء عن البكاء وبدات الشمس تعلن ظهورها، توجهت للمطبخ ليستقبلها والدها بلغطاء حتي لا تصاب بالبرد
وقال معاتبا: مش هتبطلي حركات العيال دي.

ابتسمت بسعادة وقالت بعناد: لا.

ضحك والدها وقال: ربنا يهديكي يا حور.

هتفت ببسمة: يا رب يا رب.

استعد للحفلة التي بدات منذ نصف ساعة، اكمل ارتداء ملابسة، طرق اخيه الباب توجه للداخل وقال باستعجال: بسرعة يا مالك الناس بيسالوا عليك تحت.

حاول اخية كتم غيظة وقال: انا خلصت تعال ننزل.

هبط درجات السلم بجانب اخيه، القي نظرة خاطفة لكل من في الحفل، نظر لوالدته التي ترتدي فستان لا يناسب سنها ولكنه تغاضي عن الامر حتي لا يفتعل مشكلة، حاول تصنع الابتسامة واقترب من والدته وقال: كل سنه وانتي طيبه يا ماما.

احتضنته امه وقالت: وانت طيب يا حبيبي.

اخرج من جيبة علبه مخملية، فتحها ليظهر خاتم من الالماس، اهداه لوالدته وقال: يا رب يعجبك.

ابتسمت والدته بسعادة وقالت: حلو قوي يا مالك ديما زوقك بيعجبي.

اقترب حسن ووضع يديه علي كتفيها
وقال: زوق مالك بيعجبك وزقي لا.

ابتسم مالك ابتسامة صفراء وقال ببرود: ماما بيعجبها الحاجات النادرة الي صعب تلاقي زيها.

هتف حسن بغرور: زي مثلا.

حاول مالك مضايقة فهتف بغل ظهر في نبرة صوته: الي زيك يا حسن مفيش اكتر منهم.

القي جملته الاخيرة بابتسامة باردة وانطلق مغادر المكان يستقبل الناس.

نظر حسن لزوجته وقال بضيق: عاجبك كلام ابنك.

حاولت هدي مدارة الموقف
وقالت: متزعلش يا حبيبي مكنش يقصد.

جلس مالك علي اقرب كرسي عندما شعر بالتعب من كثرة الحوارات التي تلاقها من المعازيم، توجه للمكان الذي يعرف انها ستكون موجودة فيه.

نظر اليها من بعيد يتامها، تجلس في الباحة الخلفية، تحمل كتاب تقراه كعادتها التي اعتاد ان يراها بها،
فنجان القهوة ومعه كتاب تقراه، ابتسم بتلقائية عندما سمعها تحادث نفسها، وقف متاملا لها بكل حب وصمت من دون اصدار اي صوت كي لا تشعر بوجوده، نادي عليه احد الاشخاص التفت اليه
وتحرك سريعا قبل ان تلمح طيفه.

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕


طرقات عنيفة علي الباب تبعها فتح الباب واقتحام يزن للمنزل تتبعه والدته التي تحاول منعه من اي فعل متهور، نظرت اليه حور وقالت بحدة: في اي يا يزن بتخبط كدا ليه سرعتنا.

نظر اليها بغضب وقال: فين ابوكي.

تعجبت من سؤاله وقالت: عاوز بابا ليه ومالك داخل متعصب ليه في اي يا خالتو.

حاولت فايزة الحديث ليقاطعها يزن بصوت حاد وغيظ: ابوكي طالب ايد امي للجواز.

لم تستوعب الموقف وقالت بضحك: امك هتجوز.

هتف بسخرية: اضحكي اضحكي ما انتي مش مقدرة موقفي ابوكي الراجل الي رجله والقبر عاوز يتجوز امي اي الاحراج دا.

حاولت حور منع ضحكاتها وقالت: اي المشكلة ميتجوز وبعدين ماله بابا عريس لقطة واي ست تتمناه انت تطول تناسب ابويا.

رفع يزن حاجبيه وقال: ابوك يطول يتجوز امي، كل يوم بيتقدملها عريس وراء التاني وبرفض.

انفلتت الضحكات منها وقالت معلقة: فلتت منك دي، اي يا خاله فايزة ابويا وقعك في شباكه ولا اي، الراجل قمر يعني.

نظر اليها يزن بغيظ وقال: مش ناقصه جنانك يا حور فين ابوكي.

هتفت حور بهدوء: بابا نزل يجيب حاجه وجاي وبعدين اعقل كدا وتعال نتفاهم.

جلسوا في الصالة هتفت حور بتسال: تشرب اي.

هتف يزن بغيظ: مش عاوز اشرب حاجه ممكن افهم ابوكي من امتي بيكلم امي.

هتفت حاول بتذكر: اسمع يا سيدي بابا قرر يتجوز وقلنا احسن وحدة تنفع عروسه امك واهي جارتنا وعارفنها.

هتفت فايزة بخجل: تسلمي يا بنتي.

نظر يزن لوالدته وقال: مالك وشك احمر كدا.

هتفت فايزة بخجل: متكسفنيش يا واد.

صفقت حور وقالت مازحة: الله الله امك واقعة في دابديب ابويا.

هتف يزن بغيظ: اسكتي احسنلك.

هتفت حور بتوضيح: لازم توافق، من حق امك تتجوز هتفضل قاعدة جمبك لحد امتي.

هتفت فايزة مؤيدة: معاكي حق يا بنتي قوليله.

نظر يزن لوالدته وقال: شكلك موافقة ورسامه الحوار مع عمي فايز صح.

هتفت بتأكيد: ايوا.

هتف يزن بتفهم: عشان انتي عاوز عم فايز والراجل شاري علي خيرت الله.

صفقت حور وقالت بسعادة: عندنا فرح يدوب نجهز بقا عشان نلحق نفرح بالعرسان.

ضرب كف علي كف وقال: دي عيلة مجانين.


وقفت في المطبخ تعد الشاي ويزن يقف علي مقربة منها يتبادلن اطراف الحديث وكل دقيقة يخطف نظرة لوالدته وعمه فايز.

هتفت حور بضيق: سبهم براحتهم هتفضل باصص عليهم كتير.

هتف يزن بغيظ: اسيب ابوكي مع امي لوحدهم انا اتجننت ولا اي.

ضحكت وقالت: خلاص تعالي نشرب الشاي في الصالة التانية ويبقي راقبهم.

تحرك خلفها جلسا علي الاريكة، التقطت كوب الشاي وقالت: هتسافر امتي.

هتف بتفكير: اجوز امي وامشي

ابتسمت وقالت: اخيرا هنبقا نسايب يا ولاا.

ضحك يزن وقال: نسايب اي هنبقا اخوات.

ضحكت حور وقالت: هتعيش معانا في البيت.

هتف يزن بتوضيح: لا هعيش في شقتنا.

هتفت بتفهم: حلو وبالمرة اقعد معاك عشان نسيب العرسان لوحديهم.

ضحك يزن وقال بعدم تصديق: لسه مش مستوعب ان امي هتتجوز.

ابتسمت حور وقالت: ولا انا عبالنا يا رب.

رفع يزن يديه للسماء وقال: يا رب.

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

طرقات خفيفة علي الباب تبعها دخول فايز للداخل، استقام مالك احتراما للرجل الخمسيني صديق والده، اشار مالك اليه بالجلوس وقال: اتفضل اقعد يا عم فايز.

ابتسم فايز وقال: تسلم يا ابني.

جلس مالك في الكرسي المقابل وهتف بنبرة مهتمه: اخبارك واخبار حور اي طمني عليكم.

هتف فايز ببسمة: كويسين يا ابني.

هتف مالك ببسمة لطيفة: سمعت انك هتتجوز مبروك.

ضحك فايز وقال: ان شاء الله عبالك يا ابني.

ابتسم مالك وقال بدعاء: يا رب يا عمي هتتجوز مين بقا.

هتف فايز بتوضيح: ست جارتنا كانت صحبت مراتي الله يرحمها.

هتف مالك بتسال: عندها عيال.

هتف فايز بتوضيح: شاب كبير.

شعر مالك بالقلق وقال: هيعيش معاكم ولا اي.

التقط فايز قلقه وقال باطمئنان: هيعيش في شقتهم وبعدين الشاب محترم ومتربي وسطنا من وهو صغير مينخفش منه.

ابتسم مالك براحة وقال: تب كويس، عم فايز جبت لحور التورتة الي بتحبها ياريت تديهلها لو سالت مين جبها قالها مروان.

شعر فايز بالشفقة وقال: ما اقلها انت الي جيبها.

هتف مالك بتحذير: لا لو عرفت اني الي جيبها مش هتاخديها ارجوك متقلهاش.

ابتسم فايز وقال: حاضر يا ابني.

هتف مالك براحة: يحضرلك الخير يا عمي.


التقطت حور العلبة من يد والدها عندما علمت ما بداخلها شعرت بالفرحة الشديدة عن رؤيتها لتورتة التي تعشقها بجنون،هتفت بسعادة: مين الي جبها.

هتف فايز ببسمة: مروان الي جبهالك.

غمرته سعادة داخلية عند ذكر اسم مروان
وقالت بعدم تصديق: مروان جبها عشاني.

وضعتها علي الطاولة وجلست تلتهمها بتلذذ شديد.

دلف يزن للشقة وقال باندهاش: تورته هاتي حته.

حملت العلبة بعيدا عنه وقالت: لا دي بتاعتي انا.

تامل وجهها المغطي بالشكولاته وقال بمرح: مغرقة وشك كدا ليه يا ست حور شبة العيال الصغيرة.

اخرجت لسانها وهتفت بغيظ: ملكش دعوة.

ضحك يزن وقال:مجنونة وربنا.

♕♕♛♕♕♕♛♕♕♕♕♕♕♕♕♕


ممدد علي الفراش ينظر لسقف الغرفة بشرود شديد، لم ينتبه للطارق الذي يدق الباب، دخل مروان للغرفة اندهش من تمدد اخيه علي الفراش وشرودة الشديد.

اقترب منه ووضع يديه علي كتفيه، شعر مالك بالاضطراب من اليد الموضوعة علي كتفيه زفر بضيق من افعال اخيه وقال: خضتني.

هتف مروان بتبرير: خبطت كتير وانت ولا هنا،
مالك في اي.

هتف مالك بتهرب: مفيش حاجه، عاوز حاجه.

تمدد مروان بجانب اخيه وقال: عاوز اتكلم معاك في موضوع مهم.

هتف مالك باندهاش: موضوع اي.

شعر مروان بالتوتر الشديد وقال: انا قررت اتجوز.

ارتسمت السعادة علي وجه مالك
وقال بعدم تصديق: اخيرا هتتجوز.

تبدلت ملامح مروان من التوتر الي السعادة
وقال: فكرتك هتضايق.

رفع مالك حاجبيه وقال: اضايق عشان هتتجوز انا فرحان قوي، اخيرا توأمي هيتجوز يا تري مين سعيدة الحظ الي نالت قلب مروان اخويا.

اخذ مروان نفس عميق واستعد لتفجير القنبلة الموقوته وقال: حور بنت عمو فايز.

رمش مالك عدة مرات بعينة يستوعب ما قاله اخيه هتف بخفوت: حور.

تسارعت دقات قلب مروان وقال بدفاع: انا بحبها وعاوز اتجوزها وخايف ماما ترفض.

تمالك نفسه كي لا تفضحة مشاعرة
وقال بتسال: افرض رفضت.

هتف مروان باصرار: هقنعها مالك انا بحبها قوي ومش هقدر اشوفها مع حد غيري.

ترقرت الدموع داخل عيني مروان، اغمض مالك عينية يحاول تجميع شتاته، احتضن اخيه وقال: اوعدك اني هجوزهالك ممكن متعيطش عشان خاطري.

ترك مروان ذراعي اخيه ونظر لعينية بتوسل
وقال: هتقنع ماما.

هتف مالك بتاكيد: حاضر.

ابتسم مروان بسعادة وقال: تسلملي يا احلا اخ في الدنيا.

القي بنفسه داخل ذراع اخيه، احتضنه مالك، لم يلاحظ مروان نظرات الحزن في معالم اخيه الذي حاول تصنع الفرحة.

قاد مالك سياراته بسرعة جنونية في ذلك الوقت المتاخر من الليل، لا يستطيع التحكم في نفسه، اخيه يريد الزواج من الفتاة التي يحبها منذ الصغر،
كيف سيفعلها؟!.

الم يعتصر قلبه ومشاعرة غير مسيطر عليها، فقد التحكم في السيارة، ربما تلك النهاية وبعدها يرتاح، اصطدمت السيارة بشجرة كبيرة، اغمي عليه ولم يشعر بمن حوله.

بدا باستعادة وعيه وجد نفسه داخل السيارة وعلى وجهه اثر الدماء، وضع يديه علي راسة يحاول معرفة مصدر تلك الدماء، اصيبت راسه بجرح بسيط، لا باس المهم انه بخير، التقط هاتفه بين يديه،
اتصل بصديقة لا يهم كم الوقت الان لكنه يريدة؟!.

فاق زياد على صوت رنين الهاتف، شعر بالقلق التقط الهاتف واجاب على صديقة الذي يرن في تلك الساعه المتاخرة.

هتف مالك بتعب وصوت مبحوح: انا جيالك دلوقتي.

شعر بالقلق من صوت صديقة
وقال: في اي يا مالك.

هتف بتعب: هتفهم لما اوصل.

هتفت زوجته بقلق: مالك ماله.

هتف زياد بقلق: مش عارف صوته مش مريحني، نامي انتي وانا هشوفة.

بدل ملابسة وانتظر في الصالة، طرقات على الباب، هم يفتح الباب بسرعة، انصدم من صديقة وجههة مغطي بالدماء هتف بقلق: اي الي عمل فيك كدا.

هتف مالك بالامبالاة: عملت حادثة بالعربية.

هتف زياد بسرعة: تعال نروح المستشفى.

هتف مالك ببرود: مش مستاهلة تعال ندخل.

تمدد مالك على الاريكة بارهاق
وقال: اعملي فنجان قهوة.

هتف زياد بسرعة: حاضر ممكن افهم اي الي حصل.

هتف مالك بارهاق: اعمل القهوة وتعال احكيلك.

وقف في المطبح يعد القهوة بسرعة شديدة يريد ان يطمئن على حال صديقة المقرب.

وضع الفنجان على الطاولة وقال: القهوة.

استقام مالك وجلس على الاريكة التقط فنجان القهوة ارتشف رشفة بسيطة
وقال: مروان عاوز يتجوز.

ظهرت علامات الحيرة على زياد
وقال: مش فاهم اي المشكلة.

هتف مالك بغضب: عاوز يتجوز حور.

اخذ زياد عدت دقائق حتي يستوعب ما قاله
هتف بصدمة: حور الي انت بتحبها.

حرك راسه مؤيدا هتف زياد بتسال: هتعمل اي.

هتف مالك ببساطة: هجوزهاله.

رفع زياد حاجبية وهتف بعصبية:  اتجننت يا مالك وحبك ليها.

هتف مالك بالم: مروان بيحبها وممكن يعمل في نفسه حاجه لو متجوزهاش.

هتف زياد بتعاطف: مالك هتفضل كدا لحد امتي، كل حاجه مروان مروان مبتفكرش في نفسك، البنت الي بتحبها هتتخلي عنها بسهولة لاخوك.

هتف مالك بهدوء عكس ما بداخله: اديك قلتها اخويا.

جلس زياد بجانب صديقة وقال: لازم تقول لمروان انك بتحبها وعاوزها، خليه يسبهالك.

هتف مالك بخيبة: حتي لو سبها حور مش هتوافق عليا انا اكتر انسان بتكرهه.

هتف زياد بغيظ: كله بسبب حبك الشديد لمروان، هتفضل تشيل بلاوية لحد امتي؟!.

هتف مالك بتبرير: مروان اخويا الوحيد ومليش غيرة مش كفاية مرضة.

هتف زياد بتوبيخ: بكرا تندم علي حبك المريض لاخوك.

هتف مالك بتوضيح: انت مش فاهم علاقتنا، مروان تؤامي واخويا الي بابا موصيني عليه قبل ما يموت.

انفعل زياد وقال: متلمش غير نفسك بعد كدا.

شعر مالك بالغضب وقال: بتحرضني علي اخويا.

جرح زياد من كلام صديقة
وقال بعتاب: انا بنصحك يا صحبي وخايف عليك.

شعر مالك بالالم وقال: انا اسف مكنتش اقصد.

خرجت خديجة من غرفتها ذات الثلاث سنوات، تزيل اثر النعاس عن عينيها، هتفت بعدم تصديق: عمو مالك.

ركضت نحوه استقبلها مالك بين ذراعية واحتضنها وقال: عاملة اي يا ديجا.

هتفت ببسمة: الحمد لله يا عمو مجتش عندنا ليه.

ابتسم مالك رغم المه لتلك الصغيرة
وقال: اديني جيت عشان اشوفك.

هتفت بسعادة: انا مبسوطه قوي انك جيت هتقعد معانا.

هتف زياد بهدوء:  هتبات هنا وتمشي الصبح مش هينفع تمشي في الوقت دا، ادخل اغسل وشك وشيل اثر الدم.

هتف مالك بموافقة: ماشي.

هتفت خديجة بسعادة: عمو مالك هيبات معايا انا.

يتناولون الطعام بصمت قطعته خديجة الصغيرة ذات الثلاث سنوات وقالت ببسمة: عمو مالك تقعد معايا النهارده.

ابتسم بحنان وقال: عندي شغل كتير ولازم امشي.

تبدلت ملامحها للضيق وهتفت بانزعاج طفولي: بقالك فترة كبيرة مجتش وعاوزة اقعد معاك.

داعب خديها بحنان وقال باعتذار: اسف اوعدك اني هاجي اقضي معاكي يوم كامل في وقت تاتي.

هتفت بعدم تصديق: وعد.

ابتسم بحنان وقال: وعد.

هتف زياد بتسال: هتروح شغلك.

هز راسه بتاكيد وقال: ايوا.

هتف زياد بطلب: ممكن توصلني معاك عشان عربيتي عطلانه.

ابتسم مالك وقال: مفيش مشكله هستناك تحت.

ودع مالك خديجة بالعديد من القبلات،
ادار سياراته في انتظار صديقة.

جلس بجانب مالك وقال: هتعمل اي.

هتف مالك ببرود: هكلم ماما بليل اقنعها.

هتف بتسال: افرض رفضت.

هتف مالك باصرار: مستحيل ترفض ادام طلبي.

هتف زياد بحيرة:  المهم مترجعش تندم.

قاد مالك سياراته ببرود وقال: مبقاش ينفع الندم.

خيم الصمت عليهم قطعه رنين هاتف مالك، التقطه بين يديه واجاب على اخيه وقال: عشر دقايق واكون عندك.

اوصل صديقة بعد وداع جاف بينهم،
قاد سياراته للشركة الخاصة به.

حاول تجميع شتات نفسه وتصنع اللامبالاة حتي لا تفضحة مشاعرة في اي لحظة.

اوقف السيارة امام الشركة، اقترب حارس الامن يلتقط حقيبته ويلحقه.

تحرك بخطوات سريعة ثابته، كل من يراه يقف اليه احتراما فهو رب عملهم.

استلقي المصعد للطابق الخامس الذي يقطن فيه مكتبه، فتح الباب وتحرك علي عجاله استقام السكرتير ولحق به للداخل، وجد اخيه في المكتب
هتف ببسمة: صباح الخير.

هتف مروان بهدوء: صباح الخير كنت فين من امبارح.

جلس علي الكرسي واشار للسكرتير بتجهيز عدة اوراق وامره بالانصراف نظر لاخيه وقال: كنت بايت عند زياد.

نظر اليه باندهاش وقال: ليه.

هتف مالك بالامبالاة: حصلت ظروف اضطريت انام عنده.

هتف مروان بانزعاج: انت عارف اني مش بطيق زياد ولا برتحلة.

هتف مالك بضيق: زياد صاحب عمري ياريت تقفل على الموضوع جاي الشركة ليه.

هتف مروان بتردد: هتكلم ماما امتي.

هتف مالك بضيق: بليل هكلمها ممكن تبطل تزن علي دماغي عشان ملغيش الحوار.

هتف مروان باستعجال: لا خلاص.

ابتسم مالك بحنان وقال: متزعلش مرحتش شغلك ليه.

هتف مروان بتعب: مش قادر اركز في الشغل مشغول في موضوع جوازي.

هتف مالك بهدوء: ماشي المهم تتقل كدا متبقاش خرع.

ابتسم مروان وقال: حاضر.

هتفت بتسال: عاوزني في حاجه يا حبيبي.

ابتسم مالك بخفوت وقال: حابب اتكلم معاكي في موضوع يخص مروان

شعرت بالاندهاش وقالت: موضوع اي.

هتف بهدوء مريب: مروان عاوز يتجوز حور بنت عم فايز.

رمشت عدت مرات وقالت بعدم تصديق: فايز الطباخ

هتف مالك بتاكيد: ايوا.

هتفت بحدة: اخوك اتجنن ولا اي مش لاقي غير بنت الطباخ يتجوزها

حاول مالك كبح غضبه وقال بدفاع: مالها حور متربية معانا وبنت كويسة وياريت هي ترضا بابنك.

هتفت باستنكار: تتطول بنت الطباخ تتجوز سيدها.

هتف بنفاذ صبر: بلاش صراع الطبقات دا، متنسيش اصلك يا ماما لما اتجوزتي بابا، انا ببلغك عشان اقلك اني هكلم ابوها والجواز هيتم حتي لو رفضتي.

هتفت بعصبية: هتمشي كلامك عليا يا مالك.

هتف مالك ببرود: ايوا، انا بعمل كدا عشان مروان لو رفضتي ممكن يعمل في نفسه حاجه انتي ناسية حوار مرضة ولا اي.

ابتلعت غيظها وقالت: اعملوا الي تشوفوه يعمل حسابه لو اتجوزها يعيشوا بعيد عني عشان مبطقهاش.

هتف بتاكيد: ناويين نعمل كدا.

غادرت المكتب بشبح غضبها التي يتاكلها، اسند ظهره للكرس وقال بحيرة: حلها من عندك يا رب.

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

جلست تتناول الشاي بجانب يزن الذي هتف بتسال: ناوية ترجعي الشغل ولا هتقعدي.

هتفت بتفكير: هدور علي شغل في حته تانيه.

هتف ببسمة: احسن حاجه بقلك اي شوفيلي بنت من معارفك اتجوزها  المهم تكون على دين وخلق.

ابتسمت بسعادة وقال: من عيوني واخيرا هفرح بيك.

ابتسم برضا وقال: يدوب كلها يومين وهرجع شغلي.

شعرت بالحزن وقالت: افضل شويه كمان انت مكملتش 3 تيام.

هتف بحنان: اعمل اي يا حوريتي ظروف شغلي لما ارجع من الاجازة تكوني شوفتيلي عروسة.

ابتسمت وقالت: بابا اتجوز وانت هتتجوز تب وانا.

ابتسم وهتف بدعاء: ان شاء الله تحصيلني.

قطع جلستهم طرق الباب، استقام يزن يفتح الباب توجهت حور للداخل، تفاجا من الشخص الذي لا يعرفة هتف مالك بهدوء: عم فايز هنا.

هتف يزن بتاكيد: ايوا اقله مين.

هتف مالك ببرود: مالك.

نادي علي فايز،  ابتسم بمجرد رؤية مالك
وقال: منور يا ابني.

جلسا في الصالة، هتف مالك باعتذار: اسف لو جيت من غير معاد عارف ان حضرتك في اجازة.

ربت فايز علي كتفيه وقال: تنور في اي وقت طمني عليك.

هتف مالك ببسمة: الحمد لله بخير، انا جايلك في موضوع مهم.

انتبه فايز اليه وقال: موضوع اي.

هتف مالك بهدوء: جاي اطلب ايد حور لمروان اخويا.

تلقي فايز الصدمة وقال: مروان عاوز يتجوز حور.

التقط مالك صدمته وقال: مش موافق ولا اي.

هتف فايز بهدوء بعدما استعاب
صدمتة:فكرتك انت الي طالب ايد حور.

شعر بالحزن الداخلي يتمني لو يطلبها لنفسه ابتسم مالك بهدوء وقال: لسه بدري يا عم فايز، موافق ولا اي.

هتف فايز بعقلانية: الراي راي حور هاخد رأيها وابقا ارد عليك.

استقام مالك وهتف برسمية: مستني ردك استاذن انا.

امسك فايز يديه وقال: انت لسه مشربتش حاجه استني.

ابتسم بمجاملة وقال: تتعوض ان شاء الله.

غادر الشقة، تامل يزن نظرات فايز
وقال: مالك يا عم فايز.

هتف مالك بحزن: كنت اتمني مالك الي يطلبها مش مروان

هتف يزن باستغراب: اشمعنا مالك مع ان حور مش بطيقة.

هتف فايز بحزن: انت مش فاهم حاجه.

تركه فايز واتجه لغرفتة يجلس بداخلها.

رفع يزن حاجبية باندهاش وقال: مالهم العيلة دي.

طرق باب غرفتها هتفت بهدوء: ادخل.

وجدها جالسة على الفراش تقرا احدي روايتها، جلس علي طرف الفراش وقال: لسه بتقراي روايات هتلحس مخك.

هتفت بغيظ: قطعت عليا احلا حته في الرواية وبعدين ملكش دعوه.

هتف بوعيد: ماشي المهم كنت جاي اقلك خبر حلو لكن ادام مليش دعوه مش قايل.

تركت الرواية جانبا وهتفت بفضول: خبر اي يا رب تتستر

هتف بخبث: متقدملك عريس.

هتفت بعدم تصديق: مين مين.

هتف ببسمة: مروان اخو مالك.

هتفت بسعادة حقيقة: مروان بجد.

التقط سعادتها من نبرة صوتها
وقال بمكر: مروان الحبيب المجهول بقا.

تورد خديها وقالت: عيب بقا.

هتف بسعادة: علي خيرت الله.


وقفت في المطبخ مع زوجه ابيها تحضر العصير للضيوف الذين اتوا لطلب يدها.

شجعتها زوجه ابيها وقالت ببسمة مشجعة: براحة وانتي ماشية.

اخفضت راسها للاسفل ، تشعر بالتوتر والخجل الشديد، وضعت الصينية علي الطاولة وانضمت تجلس بجانب ابيها، حاولت النظر اليه من خلف نقابها، تورد خديها وابعدت بصرها عنه.

هتف ابيها ببسمة: نسيب العرسان لوحدهم.

تسارعت دقات قلبها ترفض الفكرة كيف ستجلس معه بمفردهم الادهي سيري وجهها.

هتف ابيها بهدوء: مروان لازم يشوفك.

تحرك الجميع للصالة المجاورة،
ظلت صامته لا تعلم ماذا تتحدث؟!.

هتف مروان بهدوء: عاملة اي يا حور.

هتفت بخجل: الحمد لله.

هتف مروان بتسال: لسه فكراني يا حور.

هتفت بتاكيد: ايوا.

هتف ببسمة هادئة: بحاول افتكر ملامحك علي قد ما اقدر لكن اخر مرة شفتك وانتي عندك 15 سنه ودلوقتي انتي 22 سنه صح.

هتفت بتاكيد: ايوا.

ابتسم مازحا: هتفضلي تقولي ايوا ممكن اشوف وشك.

هزت راسها وهتفت بخفوت: حاضر.

رفعت نقابها فكشفت عن وجهها الابيض المتورد بخدود ممتلئة، تتصبع باللون الوردي عند خجلها، عينيها السوداء الواسعه ورموشها الكثيفة السوداء وملامحها البسيطة الهادئة التي تشعرك بالراحة بمجرد ان تنظر اليها.

تامل وجهها بصمت شديد، تبادلا النظرات وسرعان ما اخفضت راسها للاسفل.

هتف مروان بانبهار: ما شاء الله جميلة قوي،
ليكي حق تغطي جمالك.

تورد خديها وابتسم الاثنان بهدوء،
يبدو ان الاثنان واقعان في حب بعضهما.


نظر اليها باندهاش يحاول كتم ضحكاته
هتف بمرح: يا سلام علي الحب

انتبهت لوجودة وقالت: خضتني يا يزن.

جلس بجانبها وقال: الجميل سرحان في اي.

رفع حاجبية يحاول كتم ضحكاته، شعرت بالغيظ وقالت: انت مالك.

هتف بتعجب: لدرجادي واقعة في الحب يا خرابي يا ولاد.

ضربته علي كتفيه وقالت: خلاص بقا.

حاول التحكم في نفسه
وهتف بعقلانية: قوليلي حبيتي الواد امتي؟!.

هتفت بتسأل: باين قوي كدا.

هتف بتاكيد: امال كفاية عيونك الي بتلمع اول ما يجي سرته.

ابتسمت وهتفت بحنين لذكريات الطفولة: انا متربية مع مروان صديق الطفولة، حنين قوي وديما كان بيلعب معايا ويحميني من مالك.

هتف بتسال: علي ذكر مالك انتي لسه بتكرهيه من ساعة الحادثه اياها.

شعرت بالغضب والكره الشديد اليه وقالت: متحاولش تفكرني مالك اكتر انسان بكره في حياتي، اول ما بشوفه بحس اني عاوزة اضربة.

ضحك وهتف بعدم تصديق: للدرجادي وبعدين بتفرقي بينهم ازاي انا مبعرفهمش من بعض.

هتفت ببسمة: مروان ومالك مختلفين عن بعض في كل حاجه بالرغم من انهم نفس الشبه، مروان هادئ تعرفه من هدوءة ونظرة الراحة الي بتحسها اول ما تبصله.

علق بسخرية: الله الله واي كمان.

ضربته علي كتفيه وقال: بطل تريقة والا مش هكمل.

هتف بجدية: ماشي كملي.

اكملت بكره: لكن مالك قاسي قوي وبارد ممكن يجلطك وانت واقف قدامه، ساعات بحس انه مش بني ادم.

انفلتت الضحكات منه وقال: مش بني ادم ازاي؟.

صفعتة بالمخدة علي وجهه وقالت: تعرف انت دمك تقيل قوي.

ضحك وهتف بسخرية: تعرفي انك بت عاوزة تتربي من جديد.

نظرة اليه بغل وقالت: يزن روح بيتكم احسنلك.

استقام وهتف بدفاع: بتتطرديني من بيتي يا حور بتتطردي اخوكي.

هتفت مازحة: ايوا.

هتف بعدم تصديق: خسارة فيكي اللبن الي رضعيته من امي.

ضربته مجددا بالمخدة وقالت: بسبب الحوار دا بقينا اخوات في الرضاعة.

زفر بياس وقال بقله حيلة: ناس مطمرش فيها العيش واللبن.

هتفت بجدية: روح يا يزن امشي

فتح الباب وغادر الشقة وهو يتمتم مع نفسه.


♕♕♕♕♕♕♕♕♕♛♕♕♕♕♕


يجلس علي المقعد الخشبي امام البحر في احدي المناطق الهادئة، يضع السماعات علي اذنية، اغمض عينية يعيد تنشيط ذكراته لاحداث طال عليها العهد ولكنه يتذكرها وكانها حدثت الان.

طرق باب مكتب والده سمع صوت ابيه ياذن اليه بالدخول، دلف للغرفة فاستقبله والده بالابتسامة المحببه اليه وقال: عاوز حاجه يا مالك.

اقترب من والده الجالس علي الكرسي وهتف بهدوء: حبيت اقعد معاك شوية ممكن.

ابتسم ابيه وهتف بتاكيد: ممكن.

هتف بفضول: بابا ليه مش بتخرج معانا كتير زي زمان.

ابتسم وقال بحزن: مضغوط الفترة دي داخل في صفقة جديده واخده كل وقتي.

هتف بتفهم: ربنا يعينك يا بابا.

هتف ابيه بتسال خبيث: ديما بشوفك مع حور ممكن افهم في اي.

ظهرت معالم الخجل علي وجهه وقال: بحب العب معاها وبعدين حور زي اختي بالظبط.

التقط ابيه الكذب من نبرة صوته
وقال: زي اختك ولا بتحبها.

احمر وجهه وهتف بدفاع: مش زي ما انت فاهم.

ربت ابيه علي كتفيه وهتف بحنان: اي المشكلة لما تحبها وبعدين حور جميلة والف شاب يتمناها.

شعر مالك بالانزعاج وقال: متقلش عليها جميلة ماشي.

داعب شعر ابنه وقال بمزاح: بتغير ولا اي.

هتف بتاكيد: ايوا، حضرتك مش معارض لو جيت في يوم طلبتها منك مش هترفض عشان ابوها شغال عندنا.

هتف بتوضيح: لا مش هعارض وبعدين ابوها صاحب عمري ولولا ظروفة وحياته كان زمانه احسن مني وبعدين يا حبيبي عاوز اعلمك حاجه مش معني انك غني ومعاك فلوس تبص للناس الي اقل منك نظرة استعلاء لازم تقدر ظروفهم والحياة الي اضطرتهم لكدا.

هتف بتفهم: حاضر.

فاقت علي يد وضعت علي كتفيه اعادته للواقع، رفع بصره وجد صديقة امامه، ازال السماعات
وهتف بتسال: عرفت مكاني ازاي.

جلس زياد بجانبة وقال: رحت الشركة مش لاقيتك سالت عليك في البيت مش موجود قلت اكيد هنا، من زمان مجتش هنا.

هتف بحنين: وحشني المكان الي ديما بابا بيقعد فيه قلت اجي اقعد مع نفسي شوية وارتب حسباتي.

هتف بتسال: رتبت حسابتك ولا لا.

هتف بتاكيد: لسه.

هتف زياد بحزن: ممكن تبطل تيجي علي نفسك عشان غيرك.

هتف بالم: غيري اهم حاجه عندي والحاجه الي عايش عشانها.

لامس كتفيه بكف يديه ونظر داخل عينيه وهتف بعمق: عارف قد اي بتحب اخوك وضحيت عشانه كتير بس دي الانسان الوحيدة الي بتحبها ونفسك تتجوزها.

هتف بحيادية: هحب غيرها متخفش.

هتف بقله حيلة: ماشي خدت بالي ان اخوك مروان بيكرهني قوي لما كلمته اساله عليك.

ابتسم مالك وقال: مروان بيغير منك عشان انت صاحبي وبحبك.

هتف زياد بضيق: مروان مريض بجد.

ضربه علي كتفيه وقال: بلاش تقول عليه كدا مروان متعلق بيا وبيحبني عشان كدا بيضايق لو شافني بكلم حد غيره.

رفع زياد حاجبية وقال: اي العلاقة التوكسك دي،
انتوا محتاجين طبيب نفسي.

ضحك وهتف مالك بمزاح: محدش محتاج طبيب نفسي غيرك.

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

تجهز الطعام مع والده ابيها هتفت فايزة بحنان امومي: هتوحشيني يا حور تعرفي انا بحبك زي بنتي بالظبط.

ابتسمت حور وقالت: انا كمان بعتبرك زي والدتي الله يرحمها وبعدين متخافيش هجلكم علي طوال.

دلف يزن للمطبخ التقط تفاحه موضوعة في الطبق يلتهمها وقال بسخرية: مصيبة لترجعلنا تاني هتفق مع مروان ان مفيش رجوع.

خبطته علي كتفيه وهتفت بغيظ: ملكش دعوه.

ضحك علي عصبيتها وقال: بقول الحقيقة متعصبة ليه  في حد يستحملك غيرنا.

ضحكت فايزة وهتفت بعتاب: متقلش كدا يا يزن عيب.

هتفت بضيق: قليلوه يا خالتي.

هتف بمزاح: تقلي اي ما الحقيقة واضحه اديني سبب واحد يخلي مروان يستحملك يومين.

صرخت فيه وقالت: ماشي شوف مين هيجبلك عروسة.

غادرت المطبخ يسبقها غيظها من يزن الذي يشاكسها من حين لاخر.

هتف بلامبالاة: ماما هتجبلي احلا عروسة ولا الحوجه ليكي.

صفعتة والدته بخفه علي وجهه
وقالت: ما تحترم نفسك وكفاية عناد معاها بقا.

هتف بدفاع: معملتش حاجه دنا بهزر معاها وبعدين انتي عارفه حور مبتزعلش دي قلبها ابيض شبهي.

اكملت اعداد الطعام بقله حيلة من ابنها الذي لازال يشاكس رغم كبر سنه.

طرق باب غرفتها سمحت له بالدخول هتف بمزاح: الجميل زعل ولا اي دنا بنهزرو معاك متبقاش قفوش كدا.

هتفت بانزعاج: حد قلك اني بزعل وبعدين متعودة علي تريقتك يا استاذ يزن مش جديده يعني.

هتف بمرح: حوريتي والله قوليلي دورتي علي عروسة.

ابتسمت وقالت: لاقيتها واحد زميلتي شغاله معايا في الحضانة.

هتف بتسال: حلوة واخلاقها كويسة.

هتفت بثقة: من حيث الاخلاق والجمال متقلقش لكن في مشكلة.

هتف باندهاش: مشكلة اي.

هتفت ببرود: ابوها عاوز يجوزها لابن عمها فالحقها قبل ما تطير.

هتف بشجاعة: علي خيرت الله النهارده بليل نروح نخطبها.

هتفت بتعجب: نتفق مع اهلها الاول.

هتف باستعجال: لسه هنتكلم كانت اتجوزت.


جالسين في غرفة الصالون في انتظار خروج العروس التي لم تاتي الا الان.

داخل غرفة مريم تجلس على فراشها وبجانبها حور التي تحاول اقناعها بالخروج
هتفت بنصح: مش هتخسري حاجه، العريس مضمون وبعدين مش ارحم من ابن عمك الي انتي مش عوزاه.

هتفت مريم بتردد: بابا هيرفض وبعدين ازاي مش تقليلي قبلها اي الاستعجال بقا.

نفذ صبرها من افعال صديقتها وقالت بحدة: بت متجننيش امي كفاية اني بحاول اساعدك اخرجي شوفي الواد وبعدين ماله يزن عريس زي القمر.

رفعت مريم حاجبيها
وقالت بسخرية: القرد في عين امه غزال.

صفعتها علي كتفيها وقالت: عيب يزن مش قرد وبعدين يلا اخرجي ابوكي فاضل شوية وهيطردنا برا.

هتفت بتسال: في رجاله برا غير العريس وامه.

هتفت بهدوء: بابا برا البسي نقابك لما نشوف اخرتها معاكي.

خرجت مع صديقتها تقدم قدم وتاخر الاخري
كيف ستتجوز من شخص اتي لانقاذها من ابن عمها؟!.

ابتسم ابيها بتكلف وقال: اقعدي جمبي يا مريم.

تاملت نظرات والدها الغاضبة التي يحاول اخفائها بعيدا عن الضيوف.

ابتسم بتكلف وقال: العريس شغال اي.

هتف يزن باحترام: انا شغال مهندس برمجيات في شركة في حلوان.

هتف الاب بتسال: ناوي لما تتجوز تستقر في القاهرة ولا في حلوان.

هتف يزن بتوضيح: هشتري شقة في حلوان واستقر فيها عشان اكون قريب من شغلي.

هتف الاب بتفهم: كويس قوي، متفاجا انكم جيتوا من غير اذن سابق عشان كدا معملناش حسابنا.

ابتسم يزن وقال بتوضيح: بنعتذر عارف اني لازم ابلغكم قبلها لكن ظروفي اضطريني ارجع شغلي تاني.

هتف الاب بحسم: انت شاب كويس وكل حاجه لكن انا بنتي ابن عمها طالبها قبلك والاولوية  ليه نعتذر لحضرتك.

هتف يزن بسرعة: متفهم موقفك لكن الراي في الاخر راي الانسة مريم ممكن تسالها قدامنا.

شعر الاب بالحيرة وان ذلك الشاب انتصر عليه، نظر لابنته نظرة وعيد بان ترفض، تسارعت دقات قلبها وشعرت بالتوتر والخوف ماذا ستختار ابن عمها التي تكرها ام ذلك الشاب الذي لا تعرفه؟!.

الجميع محدقين بها في انتظار اي اجابه منها.

هنفت بنبرة مهزوزة: انا موافقة علي يزن.

اتسعت اعين والدها وشعر بالغضب لكنه داري الامر ونظر ليزن وقال: انا بقا مش موافق.

هتف يزن بدفاع: ممكن افهم حضرتك رافض ليه.

هتف والدها بحدة: انا ابوها واعرف مصلحتها اتفضل معنديش بنات للجواز.

ابتلع يزن اهانته وسحب عمه وامه وحور التي نظرت لصديقتها بشفقة وغادروا المنزل.

بمجرد رحليهم توجهت نحو غرفتها، اغلقت الباب بالمفتاح وجلست علي الفراش تتدفق الدموع من عينيها.

حاول ابيها فتح الباب ولكن وجده مغلق
هتف بصراخ: افتحي الباب يا مريم.

هتفت بتحدي: مش فاتحه ومش متجوزة ابن عمي.

هتف ابيها بغضب عارم: هتتجوزية غصبن عنك وبعدين العريس متمسك بيكي بينك حاجه وبين الشاب المتقدم.

هتفت بضيق:  لو في ما بيني حاجه هتنفذ الي في دماغك مبقتش فارقة اعمل الي تعمله.

ضرب بيدية علي الباب بعنف
وقال: افتحي يا مريم احسنلك.

هتفت برفض ودموعها تغلبها: مش فاتحه سبوني في حالي بقا.

شعر ابيها بالهزيمة امام اصرارها وتحرك لغرفتة، اقتربت والدتها من باب الغرفة طرقت بهدوء
وقالت:افتحي يا مريم ابوكي مش هنا.

هتف مريم بصوت واهن: معلش مش هقدر افتح سبوني لوحدي.

شعرت امها بالحزن والشفقة علي ابنتها وحال زوجها الذي لم يتغير.


هتف يزن بعصبية: الراجل دا ماله ازاي هيغصب بنته علي واحد مش عوزاه.

هتفت حور بحزن: ابوها عنيف شويه هتعمل اي مضطرة تتحمل.

هتف يزن بتسال: هنعمل اي هنسبها كدا.

هتفت حور بحيرة: يزن  عايزها مصر عليها.

هتف يزن بتاكيد: ايوا مستعد اتجوزها.

هتفت حور بتفكير: تروح لابوها الشغل وتزن علي دماغه وانا هتكلم مع والده مريم تحاول تقنعها وتقنع ابوها.

هتف بدعاء: يا رب تتحل.

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

يجلس في الظلام الدامس لا يري شيء حواله جالس علي الكرسي الهزاز وصوت الهدوء يحوم حوله.

دخل مروان للغرفة، ضغط على زر الكهرباء، أضاءت الغرفة القي نظرة تعجب من جلوس اخيه بمفردة.

اقترب منه وهتف باندهاش
متسائلا: قاعد في الضلمة ليه؟!.

لم ينظر اليه مالك وقال: بحب اقعد في الضلمة.

جلس مروان علي الكرسي المقابل
وقال: خلصت تجهيزات الشقة بتاعتي.

ابتسم مالك بتاكيد: ايوا يبقا روح وشوف لو عاوز اي تعديلات.

هتف مروان ببسمة: اهم حاجه تعجب حور ويكون علي زقها.

ابتلع غصة مريرة في حلقة ولكنه تجاهل الامر واكمل بصوت حاول بث نبرات البرود: متقلقش.

هتف مروان بثقة: انا بثق فيك ديما.

هتف مالك بتسال: قلت لحور علي مرضك.

هتف بنفي: لا.

هتف بتسال: ليه؟!.

هتف مروان باندهاش: لازم ابلغها.

هتف بتوضيح: ايوا عشان تفهم طبيعة مرضك افرض رفضت.

هتف مروان بهلع وخوف: ممكن حور ترفض لو عرفت.

هتف مالك بحيرة: ممكن.

ظهرت معالم الخوف علي وجه مروان
وقال: اخاف تسبني لا مش هقلها.

تدارك مالك الموقف وعرف ان اخيه سيدخل في احدي نوباته فهتف بطمانينة: حور مش هتسيبك متخفش اهدي.

حاول التقاط انفاسه بصعوبة،
يحاول التحكم في نفسه كي لا تزداد النوبة اكثر حدة.

♕♕♕♕♕♕♕♛♕♕♕♕♕♕♕


دلف لمحل العطارة الخاص بوالدها يحاول استجماع شجعاته والاستعداد لاي شجار سيقام بينهم.

تامل المكان حوله وجد ابيها جالس علي مكتبة الصغير في احدي الزوايا، اخد نفس عميق وشجع نفسه وانطلق نحوه، ابتسم بهدوء
وقال: السلام عليكم.

رفع منصور وجهه لتتغير ملامحه للضيق
وقال: عليكم السلام خير.

جلس يزن علي الكرسي وقال ببسمة هادئة زدات من غيط منصور: ازيك يا عمي.

هتف منصور بغيظ: زي الزفت عاوز اي مش طردناك امبارح.

ابتلع يزن كلامته اللازاعة وقال: محصلش حاجه يا عمي انا جاي عشان اتفاهم مع حضرتك واشوف اسباب الرفض.

هتف منصور بحدة: شايفك مش مناسب لبنتي
وبعدين دمك تقيل علي قلبي.

ابتسم يزن ليزداد غيط منصور اكثر
وقال: القلوب عند بعضها يا عمي.

هتف منصور بغضب: قصدك اي يا جدع انت.

ابتسم ببرود وقال: ولا حاجه اقصد اني بحبك قوي يا عمي وشاري بنتك ومستعد لاي حاجه تطلبها.

هتف بغيظ: قلتلك معنديش بنات للجواز.

هتف يزن بعقلانية: عارف انك غاصب بنتك علي الجوازة من واحد مش عيزاه مفكرتش ان من حق بنتك تختار تتجوز مين وبعدين الشرع اداها الحق تختار وملكش الحق تجبرها.

ابتلع منصور الكلام وقال باستعجال: انا عارف مصلحتها اكتر منها.

هتف يزن بتفهم: مقدر موقف حضرتك لكن جرب تتكلم مع بنتك وتشوف رايها وليه رافضة وبعدين حور لما كلمتني عليها قلت دي البنت الي انا عاوزها واديني جاي اقلك يا عمي عاوز اتجوز مريم، كلمتين قبل ما امشي متظلمش بنتك عن اذنك.

غادر يزن تارك منصور في حيرته ماذا سيفعل؟!.


جلست حور بجانب مريم تحاول مواساتها في محنتها وهتفت بحنان: ان شاء الله يزن يقدر يقنعه متخافيش.

مسحت مريم دموعها وقالت: بابا عنيد مش هيرضي وخايفة يجوزني غصبن عني يا حور.

ابتسمت حور بطمانينة وقالت: ادعي ربنا كتير،
خير ان شاء الله.

قطعهم صوت رنين هاتف حور، التقطته علي عجاله وقالت بسرعة: عملت اي.

هتف يزن بخيبة: حاولت معه ومستني رده.

هتفت حور بتسأل: اتخانق معاك.

هتف يزن بحزن:  اسلوبه كان وحش معايا المهم مريم عامله اي.

هتفت حور بشفقة: مموته نفسها من العياط ومش عارفه اهديها.

هتف يزن بطلب: ممكن تفتحي الاسبيكر عاوز اقلها حاجه.

استاذنت صديقتها فوافقت، هتف يزن بهدوء: انسه مريم متقلقيش هحاول احل الموضوع ممكن تبطلي عياط مش هيفيدك.

شعرت ببعض الطمانينة
وهتفت بصوت ضعيف واهن اثر البكاء: حاضر.


«مساءا»

توجه لغرفة ابنته بمشاعر ندم عما ارتكبه في حقها، طرق الباب سمع اذنها للدخول، دلف للداخل وجدها تقرا قران بمصحفها الذي اعتاد ان يراها تقرا فيه.

وضعت المصحف جانبا ونظرت لابيها بهدوء، جلس علي فراشها وهتف بحنان: عاملة اي يا مريم.

هتفت بنبرة مهزوزة: الحمد لله.

هتف ابيها بتسال: زعلانه مني يا مريم.

ترقرت الدموع في عينيها حاولت كبحهم
وهزت رأسها بمرارة وقالت: لا.

لاحظ ابيها ملامحها وهتف باسي: باين من دموعك اني مزعلك قوي، سامحيني لو جيت عليكي في يوم انا عارف اني قاسي معاكي لكن غصبن عني طبعي كدا.

سقطت الدموع من مقلتيها وعلا صوت بكاءها احتضنها ابيها وربت علي ظهرها بحنان
وقال: معلش يا بنتي.

تركها داخل زراعية حتي هدات نوبه بكاءها،
ابتعدت عنه وقالت: لسه مصر علي رايك.

ابتسم ابيها وقال: لا يزن جالي النهارده وطلب ايدك تاني، عجبني قوي الواد دا اي رايك فيه.

هتفت بخجل: كويس.

هتف ابيها بمكر: كويس بس يعني مش موافقة عليه

هتفت بحزن: هوافق ازاي وحضرتك رافض.

هتف بحنان وبسمة شقت وجهه: انا موافق عليه.

ابتسم بسعادة رغم كل شئ أخيراً ستتخلص من الزيجة التي لا تريدها.

هتف ابيها بهدوء: كلمي حور وبلغيها بموافقتي وخليهم يحددوا معاد عشان نقرا الفاتحة.

هتفت ببسمة: حاضر.

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕


جلست علي اقرب كرسي وجدته امامها، شعرت بالتعب اثر السير المتواصل طيلة اليوم هتفت حور بتافف: حرام عليكي يا مريم تعبت من كتير المشي في الأخر مش عجبك ولا فستان.

جلست مريم بتعب وقالت: مش عاجبني حاجه عاوزة فستان سمبل وحلو.

هتفت حور بجدية: اخر محل هندخله هتختاري اي حاجه انا تعبت.

هتفت مريم بتعاطف: عشان اختارك فستانك.

هتفت حور بملل: اخر محل مفهوم.

هتفت جملتها الاخيرة بتهديد، دلفت الفتاتين للمحل لانتقاء فستان الخطبة الخاص بمريم.

جلست حور علي اقرب كرسي وجدته امامها وتحركت مريم بين الفساتين تنتقي منها ما تشاء.

وقع نظرها علي فستان باللون الافندر الهادي مطرز بالورود البيضاء الصغيرة، التقطته واقتربت منها لتريها الفستان.

هتفت بتسال: اي رايك.

هتفت حور باعجاب: حلو قوي ولونه هادي هيمشي مع لون بشرتك.

هتفت مريم بسعادة: نتوكل علي الله ونشتري.

هتفت حور بتاكيد: توكلي.

احتضنت مريم الفستان بسعادة وتقدمت تدفع الحساب، هتفت حور باقتراح: تعالي نشرب عصير قصب.

توجهت الفتاتين لمحل عصير القصب المجاور طلبت كوبين كبيرين وجلسوا علي احدي الطاولات يرتشفون العصير.

هتفت حور بتسال: هتوري الفستان ليزن.

هتفت مريم برفض: لا خليها مفاجأة.

هتفت حور بتفهم: حلو قوي عبال طلتك بالابيض.

ابتسمت مريم وقالت: انتي الاول هانت كلها اسبوع وتبقي مدام مروان.

شقت ابتسامة سعيدة وجهها وقالت: ان شاء الله متحمسة قوي بجد للجواز.

ضحكت مريم وقالت: امال انا مش متحمسة ليه.

هتفت حور بتفهم: بتفكريني بنفسي لما اتخطبت مكنتش عاوزة اتخطب لكن دلوقتي عاوزة اتجوز.

هتفت مريم باندهاش: ممكن قوليلي مروان بيجيلك البيت.

ابتسمت وقال: كل جمعة بعد المغرب بيقعد شويه معانا وبيمشي.

هتفت مريم بتسال: ابوكي بيسبكم مع بعض.

هتفت بضيق: بابا بيسبنا لكن يزن بيفضل قاعد معانا فمعرفش اخد راحتي.

هتفت مريم بمزاح: هادم اللذات ومفرق الجماعات.

هتفت حور بوعيد:  ليكوا يوم.

ضحكت مريم وقالت: بابا لازق لينا في اي قعده.

ضحكت حور وقالت بشماته: تستاهلوا.


احتفال بسيط في منزل مريم  يجمع العائلتين وسط سعادة وبهجة وبساطه، احتفال خالي من اي فعل محرم، لا غناء او رقص او تلامس احتفال يرضي الله.

جلس الرجال في الصالة يحتسون العصير ويتسامرون في بعض الامور، النساء في غرفة مريم يعدونها للخروج.

انهت ارتداء فستانها البسيط والهادي للغاية لفت نقابها بنفس لون الفستان، وجهها خالي من اي مساحيق تجميل لا يظهر شئ سوا عينيها العسلية ورموشها الطويلة التي تخرج من فتحه النقاب الضيقة.

هتفت والدتها بسعادة: ما شاء الله جميلة قوي يا بنتي.

احتضنت مريم امها وقالت: تسلميلي يا ست الكل.

احتضنت حور مريم وقالت: مبارك يا صحبي.

ابتسمت حور وقالت: عبالك بالابيض يا ولاا.

ضحكت فايزة وقالت: ما شاء الله حلوة قوي،
دنا ابني امه دعياله.

ضحكت حور وقالت بمزاح: عدي الجمايل يا خالتي العروسة صحبتي.

هتفت فايزة ببسمة: ماشي يا بكاشة يدوب نخرج بقا.

امسكت مريم يد والدتها وخرجت معهم تشعر بالتوتر والخجل في ان واحد.

تاملها يزن ببسمة بسيطة وسعادة داخليه، جلست بجانب والدها، ابتسم ابيها وهتف بحنان: اللهم بارك جميلة قوي مش مصدق بنتي بقت عروسة.

هتفت حور بمزاح: صدق يا عمي خلاص هناخدها.

احتضنت مريم ابيها وقالت: ربنا يحفظك يا سيد الناس.

نظرت حور ليزن الذي يلتزم الصمت وهتفت بهمس: قول حاجه يا عريس اتلحلح.

وكزته في كتفيه حمحم يزن وقال ببسمة: ما شاء الله اللهم بارك.

هتفت حور بسخرية هامسة: دا الي قدرك عليه ربنا قول اي حاجه اتلحلح.

نظر اليها بضيق يتوعد لها.

حاولت فايزة تلطيف الجو وقالت: انا هلبس العروسه الشبكة.

هتفت والدة مريم ببسمة: نخلي العريس يلبسها.

نظرت مريم لوالدتها بنظرة مرعبة تحذرها من فعلتها، هتف يزن بهدوء: مينفعش يا طنط والدتي هتلبسها.

شعرت مريم بالراحة وابتسمت بسعادة بين نفسها وشعرت بالاعجاب من الموقف.

البست فايزة العروس الشبكة وسط مزاح حور الذي لا ينتهي.

جهزت والدة مريم الشربات وقامت بتوزيعة علي كل الموجودين وسط جو هادئ.

عينيها علي الباب تنتظر قدوم مروان، حضر للتو بجانب اخيه مالك، استقام فايز يستقبلهم بحب،
انهالت المباركات علي يزن ووالد مريم والعروس اكتفوا بالتهنئة من بعيد هدايا قدمت لوالد العروس من قبل مالك ومروان.

جلس مالك مقابل حور، من حين لاخر يلقي نظرات نحوها لم يلاحظه الا فايز الذي يعلم ما بداخله
ولكن ليس باليد حيلة.

تامل مروان حور التي ترتدي فستان باللون الكافية الهادي ونقابها الذي يضيف اليها لمسة من الجمال رغم انها لا يظهر سوا عينيها.

دعتهم للتوجه للتناول العشاء البسيط المجهز،
مكان للرجال ومكان للسيدات.

همست مريم لحور وقالت: عريسك حلو قوي.

هتفت حور بغيظ: حرام الي بتقوليه بتتغزلي بخطيبي.

هتفت مريم بتفهم: يا بت بهز مقصدش.

هتفت والدة مريم ببسمة: ما شاء الله عريسك زي القمر لايقين لبعض.

ابتسمت حور وقالت: تسلمي يا طنط.

انتهت حفلة الخطبة البسيطة وودعوا الجميع وانطلقوا نحو منزلهم بعد قضاء ليلة سعيدة.

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

حاول الاختباء من اخيه دلف لمكتب والده واختباء خلف الستائر، دلف بعدها والده يعمل في المكتب، حاول قدر الامكان عدم احداث اي صوت او حركة تكشف امره، شعر والده بشيء مريب في الغرفة، وجد حركة خلف الاغطية، تحرك ببطء نحوها وازال الستار ليجد مالك مختبا خلفها.

هتف باستغراب: بتعمل اي هنا.

هتف مالك بتردد: مستخبي من مروان.

هتف ابيه بتسال: بتلعبوا.

هتف بتاكيد: ايوا.

هتف ابيه بحزم: تعال عاوزك.

وقف مالك مطاطا الراس امام والده يشعر بالخوف مما سيقوله هتف ابيه بحزم: مش ناوي تعقل شوية لسه بتلعب مع اخوك لحد دلوقتي.

هتف مالك بتبرير: اي المشكلة انا لسه صغير.

هتف ابيه بجدية: انت عندك 15 سنه يعني بقيت شاب كبير مفروض تستعد انك تتعلم الشغل.

هتف مالك بتردد: مروان لسه بيلعب لحد دلوقتي مقلتلوش حاجه.

هتف ابيه بحدة: مروان غيرك ياريت تبطل لعب وتشوف دراستك.

شعر بالحزن وغادر الغرفة يحمل علامات الاسي علي وجهه، جلس علي الارضية في الجنينة الخلفية يبكي بدون صوت، يحتضن قدمية علي صدره ويرتعش وتتقطع انفاسه من حين لاخر.

شعر بملمس يد صغيرة علي كتفيه، رفع وجهه المغطي بالدموع ليقابل وجهها بملامحه الطفولية البريئة، جلست بجانبها وهتفت بطفولية: بتعيط ليه.

مسح دموعه وهتف بالامبالاة: مفيش حاجه.

هتفت بضيق: انت بتكدب بابك زعقلك صح.

ابعد وجهه عنها ونظر للاسفل، ربتت علي كتفيه بحنان وقالت: متزعلش.

استقامت ومسحت دموعه بطفولية وبراءة وقالت ببسمة: اي رايك تلعب معايا شويه.

بادلها الابتسامة وقال: بابا زعقلي عشان بلعب مع مروان مش هعرف العب معاكي.

هتفت بضيق طفولي: ماشي بس انا زعلانه منك.

ابتسم بخفه وقال: اصالحك ازاي بقا دلوقتي.

هتفت بتفكير: جبلي معاك شكولاته وانت جاي من المدرسة.

هتف بحنان: حاضر.

هتفت بصياح: شكرا شكرا.

انطلقت تركض بسعادة، تبدلت ملامح وجهه لسعادة بوجودها.

فاق من ذكراته علي صوت مروان الذي ينادي عليه وهو في عالم اخر.

هتف مروان بقلق: انت بتعيط ليه.

انتيه مالك لنفسه وقال: مفيش حاجه انا لازم امشي سلام.

شعر مروان بالحيرة من اخيه الذي يلتزم الصمت وتغير كثيراً عن زي قبل.

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

جلست حور علي اقرب كرسي وجدته امامها،
هتفت بتعب: انا صرفت نظر عن الجوازة دي.

جلست مريم بجانبها وقالت: شدي حيلك يا عروسة لسه معملناش حاجه.

هتفت حور بتعب: حرام بنلف من اول النهار عشان اجيب لبس اي البهدلة دي انا عروسه برضوا.

ضحكت فايزة وهي تضع اكواب العصير علي الطاولة وقالت: من اولها كدا خلي نفسك طويل لسه مجبتيش حاجه.

ارتشفت من كوب العصير وقالت: لو الموضوع كدا مفيش جواز اعملوا حسابكم.

ضحكت مريم وقالت: مجنونه وتعملها.


الليلة التي تنتظرها كل فتاة يوم زفافها وفستانها الابيض وزوجها الذي يتمسك بيدها والناس الملتفة حولهم والسعادة تغمرهم والحماس لبدا حياة جديده معاً، شعور حور وقتها لا يوصف من السعادة والتوتر والخجل والحماس والحب الذي بدا يتدفق لقلبها يوما بعد اخر من دون ان تشعر للشخص الذي تكن اليه المشاعر من الصغر ولا يعلم عنها شئ فهو الطفل الصغير الذي لطالما تتخيله الا الان؟!.

الجميع ملتف حولها يعدونها وسط مزاحها ومرحها المعتاد، مريم تجلس بجانبها تحاول مساعدتها علي التغلب علي خجلها وفايزة التي تساعدها في ارتداء فستانها البسيط جدا ونقابها الذي يغطي وجهها حتي عينيها لا تظهر منه.

انتهت من ارتداء فستانها ونقابها واستقامت تنتظر دلوف والدها الذي ينتظر بالخارج ومعه العائلة كلها.

طرق الباب وتوجه للداخل يبحث عن فتاته الصغير الذي اصبحت عروس في يوم وليلة، ادمعت عينية وهو يراها بفستانها الابيض لا يدري كيف يمر العمر بتلك السرعة؟!.

اقترب منها ورفع نقابها والدموع تغرق عينيه والجميع ملتف حولهم يراقب المشهد بمشاعر ودودة
طبع قبله علي جبين ابنته وهتف بسعادة: مبارك يا حوريتي.

ابتسمت وقالت: الله يبارك فيك.

هتفت بتسال: مروان برا.

هتف ببسمة: احنا هنروح علي القاعة وهو هيقابلنا هناك.

هتفت بتوتر: ماشي.

غطت وجهها وتقدمت بجانب والدها واسرعوا للخارج نحو السياره متوجهين للقاعة.

علي الجهة الاخري مالك الذي اصابه الذعر، يحاول الاتصال باخيه مرارا وتكرار ولا يرد يشعر بالتوتر والخوف والسؤال اين اخيه؟!.

دلف زياد للغرفة وقال بترقب: رد عليك.

جلس مالك علي الكرسي بتعب وقال: لا معرفش راح فين والناس وحور هنعمل اي.

هتف زياد بتفكير: مش عارف بس لازم نلاقي حل، اخوك اختفي ليه اصلا مش كان هيموت ويتجوزها.

هتف مالك بحيرة: معرفش فجاة لاقيت تليفونه اتقفل ومش لاقيه تب يعمل كدا ليه.

هتف زياد بسرعه: بقلك اي اتجوزها انت.

نظر اليه مالك بصدمة وقال: اتجوزها ازاي؟!.

هتف زياد بعقلانية: متخيل الفضيحة الي هتحصل العريس اختفي وكسرت قلب حور بعدها اعرض علي ابوها تتجوزها مكان اخوك عشان تلموا الموضوع الاول وبعدين شوف هتعمل اي.

هتف مالك بخوف: افرض رفضت.

هتف زياد بتفهم: اعمل الي عليك.

تحرك مالك وقال: بسرعة عشان زمانهم وصلوا.

خرج مالك يستقبل العروس برفقة صديقة، اقترب من فايز وقال: عمي عاوزك في كلمتين.

ابتعدوا قليلا هتف مالك بتردد: عم فايز بعتذر لحضرتك على الي حصل.

هتف بريبة: في اي.

هتف مالك بحزن: مروان مش موجود حاولت اوصلة مش لاقيه.

هتف فايز بصدمة: يعني اي؟!.

هتف مالك باقتراح: اي رايك اكتب كتابي واتجوزها انا المهم نلم الحوار وبعدين نشوف هنعمل اي.

هتف فايز بعدم استيعاب: تتجوزها وحور افرض رفضت.

هتف مالك باقتراح: ممكن اتكلم معاها او حضرتك تقنعها.

هتف فايز بحيرة: هكلمها انا واشوف رايها.

تحرك فايز للسيارة جلس بجانب ابنته وعلامات الفزع علي وجهه، نظرت اليه وهتفت بقلق: مالك يا بابا.

هتف فايز بجدية: هتتجوزي مالك.

هتفت اليه بعدم فهم: مالك اي الي اتجوزه مش فاهمه.

هتف فايز بتعاطف: مروان اختفي ومبيردش علي حد ومالك اقترح يتجوزك عشان الفضيحة الي هتحصل وبعدين هنشوف هنعمل اي.

تسارعت دقات قلبها وقالت بالم: مروان سابني يوم فرحي ومالك مالك لا مش موافقة.

ترقرت الدموع داخل عينيه، احتضنها ابيها وهتف بتعاطف: متعيطيش يا حبيبتي هنلم بس الليلة وهتطلقي بعدها متخافيش.

هتفت برفض: انت عارف اني بكره مالك مش عاوزة.

حاول فايز تهداتها وهتف بحنان ابوي: حور بتثقي في ابوكي اتجوزي مالك وانا بنفسي هطلقك منه المهم نعدي الليلة دي.

اخذت نفس عميق ومازالت الدموع تقطر من عينيها، حسمت امرها وقالت: توعدني يا بابا.

هتف ابيها بجدية: اوعدك.


تجلس بجانبة والصمت حليف الموقف ولكن صوت انينها الخافت والدموع التي لم تتوقف الا الان، لضياع حلمها من الزواج من فتي احلامها وحبيبها السري ولكن للقدر راي اخر والان ذاهبه الي بيت زوجها الجديد لاكثر شخص تكره في حياتها.

يقود السيارة بصمت من حين لاخر يختلس النظرات اليها من مراه السيارة الان يشعر بالراحة والسعادة لجوازة من الفتاة التي يحبها ويهواها منذ الصغر ولكن في نفس الوقت يشعر بالضياع ماذا سيفعل في الايام القادمة؟، هل ستتقبل وجودة في حياتها ام ستكون زوجته لفترة مؤقته؟!.

اوقف السيارة بجانب الفيلا الخاص به،
هتف ببرود: وصلنا.

هبطت من السيارة تتحرك خلفه تشعر بصداع شديد يعصف براسها اثر بكاؤها، دلفت داخل الفيلا وانقباض شديد في قلبها والخوف يستحوذ عليها.

توقف مالك ونظر اليها وقال بهدوء عكس ما بداخله من مشاعر: اوضتك اول اوضه علي ايدك اليمين هتكون خاصة بيكي لو احتجتي حاجه انا موجود في الاوضه الي جمبك.

هزت راسها بهدوء وتحركت للطابق الثاني نحو غرفتها، نادي علي الخادمة تحركت علي الفور نحوه
هتف بسرعة: جهزي الاكل وطلعيه للمدام فوق.

هتفت بعدم استعياب: مدام مين.

هتف بضيق: مراتي اخلصي.

رن هاتفه رد علي صديقة هتف زياد باستعجال: وصلت.

هتف مالك بضيق: ايوا.

هتف زياد بتسال: ناوي تعمل اي؟!.

هتف مالك بحيرة: معرفش المهم انام دلوقتي وبكرا ربنا يحلها.

صرخت الخادمة وقالت بخوف: الحق يا بيه الهانم اغمي عليها.

تحرك ياكل السلالم ركضا يلحق بها، وجدها ملاقاه على الارض، اسرع بحملها ووضعها علي فراشها، ازال نقابها عن وجهها ليري ملامحها الذي اشتاق للنظر اليه منذ زمن، ظل محدق بها غير متذكر اغماؤها،
صرخت الخادمة وقالت: اطلب الدكتور.

فاق علي صوتها وهتف بسرعة: اطلبي دكتوره بسرعة.

اسرعت تطلب الطبيبة لتلحق تلك المسكينة.

قامت الطبيبة بفحصها وسط نظرات مالك القلقة عليها، انهت الطبيب الفحص ودونت علي الورقة ونظرت لمالك وقالت بعملية: شويه ضغط عصبي هكتبلها علي مهدا، عموما كلها عشر دقايق وتفوق.

ناولته الورقة، التقطها من يدها
هتف بخوف: هتكون كويسة.

ابتسمت الطبيبة باطمنان وقالت: ان شاء الله.

نادي علي الخادمة لتوصلها واعطاها الروشتة لجلب الدواء، جلس علي الفراش بجانبها وعينيه تبعث منها القلق والخوف علي حالتها.

شعر بتمللها في الفراش، استقام وابتعد عنها حتي تفيق كليا ولا تصاب بالذعر عندما تجده بجانبها.

رمشت عدت مرات وفتحت عينيها ليقابلها ضوء الغرفة التي اصابها بالانزعاج اغلقت عينيها علي الفور وفتحتها مجددا حتي اعتادت عينيها علي الضوء، تاملت المكان حولها وعقلها بدا باستعياب اين هي؟!.

سمعت صوته المضطرب يتخلله الخوف وهو ينادي عليها وعلامات القلق بادية علي وجهه، اعتدلت وجلست علي الفراش وقالت بخوف: حصل اي.

هتف بهدوء: اغمي عليكي وجبتلك الدكتورة تطمنا عليكي.

هتفت بتوجس: قالت اي.

هتف ببسمة هادئة: شويه توتر وكتبت شويه ادوية عبير راحت تجبها.

هزت راسها بتفهم لكن احتل ملامح وجهها القلق والتردد، زفر بياس وقال: بعتذر علي الي حصل النهارده، اضطريت لكدا عموما فترة وكل واحد يروح لحاله عن اذنك.

غادر الغرفة واغلق الباب خلفه، اسندت راسها علي حافة الفراش وانهمرت الدموع من عينيها كشلال واحلامها تتبدد امام عينيها.

فاقت من وصله بكاؤها علي طرقات الباب،
مسحت دموعها وهتفت بصوت متحشرج: ادخل.

دلفت عبير بيدها صينية الطعام والادوية
هتفت ببسمة: الاكل يا هانم.

لاحظت عيناها المنتفخة من البكاء هتف بمزاح: في عروسة تعيط ليلة فرحها كدا عيب بردوا.

وضعت الصينية علي الطاولة وجلست علي حافت الفراش وقالت ببسمة: امسحي دموعك يا عروسه الي يشوفك كدا يقول مغصوبة علي الجوازة.

هتفت باسي: انا فعلا مغصوبة.

هتفت عبير بعدم تصديق: استاذ مالك هو فيه زيه ياريت يغصبوني اتجوزة قولي كلام غير دا.

هتفت حور ببكاء: انا كنت هتجوز مروان لكنه اختفي وقت الفرح ومالك اتجوزني عشان نلم الليلة.

هتفت عبير بتفهم: فهمت تب حلو بردك اي المشكلة اعتبري الاتنين واحد.

القت جملتها الاخيرة بجدية شديدة، هتفت حور بضيق: انتي مش فاهمه حاجه اسكتي احسن.

هتفت عبير بهدوء وعقلانية: شكلك بنت ناس، امسحي دموعك وصلي علي النبي قدرك ونصيبك ومالك بيه ما شاء الله عليه راجل وزينه الرجالة دا من سعدك كلي لقمة وخدي دواكي وهتبقي زي الفل وغيري الفستان دا.

هتفت حور برفض: مش عاوزة سبيني لوحدي.

هتفت عبير بانزعاج: فرهدتيني معاكي قومي اع
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.